وليد البخاري رجل الانجازات الدبلوماسية السعودية الناعمة-الحاسمة التي أعادت رسم الموازين في لبنان
هو معالي الوزير المفوض، وسعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان الدكتور وليد البخاري، رجل الانجازات الدبلوماسية، الذي اثمرت جهوده في اعادة ضبط بوصلة العلاقات الدبلوماسية السعودية-اللبنانية، وتحريرها من براثن القيود اللاّ عربية، في ظل رؤية رجل الرؤية، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
مقدمة ونبذة شخصية:
في السنوات الأخيرة، برز اسم السفير وليد البخاري كأحد أكثر السفراء العرب فاعلية ونشاطاً على الساحة الدبلوماسية اللبنانية، بل و على الساحة العربية، نظرا لخصوصية الوضع اللبناني وارتباطه العميق بالتداعيات الاقليمية. كسفير للمملكة العربية السعودية لدى لبنان منذ 2018، لم يكن البخاري مجرد ممثل دبلوماسي تقليدي، بل جسّد نموذجاً استثنائياً من الانخراط السياسي والدبلوماسي النشط، وساهم في إعادة صياغة العلاقات السعودية-اللبنانية بروح التعاون والدعم، إلى سابق عهدها العربي الأصيل. آخذاً على عاتقه إبراز مدى انفتاح المملكة السعودية برؤية ملكها وأميرها على جميع اللبنانيين، أمام من يحاول إحداث الشرخ في العلاقة بين الرياض وبيروت.
من حيث شخصيته، هو مضياف بشوش الوجه، عرف بالتعامل مع الزوار بكثير من اللباقة واللطف الزائد -وشهادتي بذلك مجروحة-، حتى أنه غالباً ما يحرص على استقبالهم على باب السفارة أو المنزل مهما تكن مراكزهم.
أما من حيث دبلوماسيته، فليس سفيراً تقليدياً يكتفي بالجلوس في مكتبه لتعزيز الصورة الرسمية للسعودية بالأسلوب الدبلوماسي النمطي، فهو الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بامتياز مع مرتبة الشرف، بأطروحته “الدبلوماسية الرقمية: السعودية نموذجا”، والحريص على الانخراط المباشر في الملفات الجوهرية التي تمس علاقات البلدين. حتى قالت به الصحافة اللبنانية “أنه الرجل الذي فهم لبنان”…
ومع كل هذا الحضور الدبلوماسي الاستثنائي، كان حرص السفير البخاري، في ظل رؤية ولي عهد خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان، مبنيا على التعامل الدبلوماسي النظيف بين الدول، من دولة إلى دولة، لا على التعامل مع الجماعات والميليشات! وما يتبعه من تدخل مباشر بالشأن الداخلي اللبناني خارج إطار الدولة كما فعل آخرون… فأوصلوا لبنان إلى ما وصل إليه من تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعدما كان يعرف ذات يوم بأنه “سويسرا الشرق”.
خلفية أكاديمية رفيعة:
يتمتع سعادة السفير وليد البخاري بخلفية أكاديمية رفيعة:
- بكالوريوس في العلوم السياسية بامتياز من جامعة الملك عبد العزيز.
- ماجستير في السياسات الدولية من جامعة كاليفورنيا فوليرتون.
- دكتوراه في العلوم السياسة بامتياز مع مرتبة الشرف، بأطروحته “الدبلوماسية الرقمية: السعودية نموذجا” من جامعة بيروت العربية.
خبرة ممتدة في السلك الدبلوماسي:
كما شغل البخاري مناصب دبلوماسية عديدة أسهمت في صقل خبرته الواسعة:
- 1996م (1417هـ) – انضم إلى السلك الدبلوماسي في مكتب رئيس الشعبة القنصلية.
- 1999م (1420هـ) – نائب رئيس البعثة في سفارة المملكة بالنيجر.
- 2002–2006م (1423–1427هـ) – عمل في القنصلية العامة في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة.
- 2007م (1428هـ) – عمل في مكتب وكيل وزارة الخارجية.
- 2009م (1430هـ) – مدير إدارة الجودة الشاملة بوزارة الخارجية.
- 2013م (1434هـ) – عمل في السفارة السعودية في برلين.
- 2016م (1437هـ) – مساعد مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة الخارجية.
- 2016م (1437هـ) – قائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة ببيروت.
- 2017م (1438هـ) – مدير عام الشؤون الدبلوماسية والمراسم بوزارة الخارجية.
- من 2017م (1438هـ) – وزير مفوض بوزارة الخارجية السعودية.
- 2017–2018م (1438–1439هـ) – نائب وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم.
- 2018م (1439هـ) – قائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة ببيروت.
- من مارس 2018م حتى الآن – سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان.
وليد البخاري رجل الدبلوماسية السعودية الناعمة-الحاسمة التي أعادت رسم الموازين في لبنان
من زمن الاصوات الخارجة عن سلطة الدولة اللبنانية والهتافات ضد الأسرة الحاكمة السعودية، إلى زمن طلب أمين عام الحزب ب “فتح صفحة جديدة” مع المملكة العربية السعودية.
النشاط عقب العودة إلى بيروت 2018
منذ عودته النشطة إلى بيروت، كثّف البخاري لقاءاته مع مختلف القوى السياسية، من الرئاسة والحكومة، مروراً بالزعامات، وصولاً إلى المجتمع المدني، حاملا رسالة واضحة “بأن الرياض كانت ولا تزال حاضنة لبيروت”.
حضر البخاري بشكل فاعلٍ داعمٍ لمؤسسات الدولة اللبنانية الرسمية، فكافح تهريب مخدرات (الكبتاجون) من لبنان إلى السعودية، والتي شكلت مصدر تهديد لكلتا الدولتين، فقاد جهودًا ناجحة لتعزيز التعاون الأمني بين السعودية ولبنان. كما واجه بحزم، وبترحيب من اللبنانيين، النفوذ الإقليمي الداعم لاطراف خارجة عن سلطة الدولة، عبر دعم المبادرات الدولية التي تصب في ترسيخ استقرار لبنان وسيادته، انطلاقا من المبدأ السعودي المذكور، والقائم على دعم مؤسسات الدولة اللبنانية الرسمية.
وإلى جانب السياسة، نشط البخاري في ملفات الإغاثة والتنمية: من دعم المبادرات الإنسانية في المناطق اللبنانية، إلى بحث المشاريع الاستثمارية السعودية في البنية التحتية والطاقة، إلى تحريك ملف المساعدات المالية للجيش اللبناني، إلخ… وليس ذلك بغريب على المملكة العربية السعودية، التي ساندت لبنان في العقود الأخيرة، بما يزيد عن ٨٠ مليار دولار أمريكي.
النشاط عقب حرب غزة أكتوبر/تشرين الأول 2024
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024، اندلعت الحرب في غزة، فدخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من الاضطراب السياسي والأمني. وكان للبنان، بحكم موقعه الجغرافي وتشابك أزماته الداخلية، انعكاسات كبيرة من هذه التطورات. وبين الانقسام الداخلي والضغط الخارجي، عاد اسم السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، ليبرز كأحد أبرز صانعي المشهد الدبلوماسي الجديد.
لم تكن حرب غزة حدثاً محلياً فلسطينياً فحسب، بل تحولت سريعاً إلى مواجهة إقليمية متعددة الأبعاد. فمع كل جولة تصعيد على الحدود اللبنانية، بدا أن لبنان على شفير حرب واسعة أكبر منه. ولم يكن لبنان يعاني من هواجس حرب فحسب، بل كان غارقاً في:
- أزمة اقتصادية خانقة أفقدت العملة الوطنية أكثر من 90% من قيمتها.
- شلل سياسي تمثل بفراغ رئاسي وصعوبات في تشكيل الحكومات.
- انقسام داخلي حول السلاح ودوره في الصراع الإقليمي.
فبرزت وسط هذا المشهد الصعب جهود المملكة العربية السعودية في ثلاثي دولي ضم السعودية وأمريكا وفرنسا، لسد الفراغ الدستوري اللبناني، جهود تكللت بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، والقاضي نواف سلام رئيساً للحكومة. وكان السفير البخاري يقود جهود دعم المبادرات الدولية لتعزيز استقرار لبنان، مشددا على دعم الجيش اللبناني باعتباره المؤسسة المخولة حمل السلاح. مكرسا من جديد سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية في لبنان، بأنها لا تدعم طرف على طرف لزعزعة الأمن اللبناني، بل هي قوة عربية إقليمية داعمة للاستقرار الوطني في البلاد عبر دعم مؤسسات الدولة الرسمية.
وكان من أبرز المؤشرات على نجاح دبلوماسية البخاري الناعمة-الحاسمة، ما ظهر في سبتمبر/أيلول 2025، عندما طلب أمين الحزب “فتح صفحة جديدة” مع المملكة العربية السعودية. كدليل على نجاح الدبلوماسية السعودية في لبنان ممثلة بشخص سفيرها وليد البخاري، دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي الختام
إن نجاحات سعادة السفير وليد البخاري الدبلوماسية هي جزء من كل، جزء من دبلوماسية خارجية سعودية حديثة ناجحة ممثلة بوزارة الخارجية التى بدورها هي جزء من كل، جزء من رؤية أمير الرؤية، صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ففي عشية الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي، أكتب هذا المقال لأقول شكراً للسعودية قيادة وشعباً، شكراً لما فعلتموه لأجل لبنان.
أحمد الخطيب
لمن يسأل عن سبب إعجابي بالأمير محمد بن سلمان، إليكم الإجابة في الفيديو المرفق عبر هذا الرابط