رندلى جبّور… حين يتحدّث صوت الفشل عن الوطنية
رداً على تطاول رندلى جبور على دولة رئيس حكومة لبنان رجل الدولة والقانون نواف سلام
رندلى جبّور… حين يتحدّث صوت الفشل عن الوطنية
في كل مرة يشتدّ فيها الخناق السياسي، يخرج وجه اعلامي من ابواق التيار المغموس بالفشل، ليطالعنا بشعارات الضحك على من >تبقى< منهم، وتوجيه السهام نحو الخصوم، علّه يرمّم صورة تآكلت شعبيتها واستهلكت عناوينها المتناقضة.
أطلت رندلى جبّور بتصريحات هجومية ضد دولة رئيس الحكومة نواف سلام، متهمة إياه ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنهما “يقدمان هدية مجانية لإسرائيل”… والمضحك المبكي في ذلك هو ان اعلامية عهد الجنرال وصهره، عهد الفشل ودمار الدولة -واضف إلى ذلك ما شئت من صفات قبح هذا العهد الخنفشاري (يلّي ينذكر ما ينعاد)- هي التي تتطاول على دولة رئيس الحكومة نواف سلام، واصفة إياه بأنه “صغير” على حد زعمها، وبأن هيبة الدولة على الرف. فلا يدهشني مضمون هذا الهجوم الفارغ، بقدر ما يدهشني من يقف خلفه، إنه بوق التيار الذي باع الدولة وباع الرف… يتحدث لنا اليوم عن الهيبة والوطنية!!!
تنتمي جبّور إلى تيارٍ كان في نخاع السلطة لأكثر من 15 عاماً، تولّى خلالها الوزارات السيادية، وتحكّم بملفات الطاقة والاتصالات والإدارة والخارجية. والنتيجة يعرفها اللبنانيون جيداً:
- انهيار اقتصادي هو الأشد في تاريخ لبنان الحديث، كما وصفه البنك الدولي في تقريره لعام 2021.
- فقدان أكثر من 90٪ من قيمة الليرة اللبنانية.
- إفلاس وتبديد ودائع الناس.
- عزلة عربية ودولية خانقة بسبب سياسات المواجهة والعناد الصبيانية.
- والأنكى، تفريط الجنرال بحقل كاريش ومفاوضات الجيش، وعلى عينك يا تاجر…
فأيّ “هيبة” تركتم للدولة يا جبّور بعد هذا العبث الكارثي الذي صنعه عهدكم؟ الذي انتهى بأضعف مؤسسات وأفقر خزينة في تاريخ الجمهورية.
- من عطّل تشكيل الحكومات؟
- من غطّى التعيينات على قاعدة الولاء لا الكفاءة؟
- من وقّع على تفاهماتٍ أضعفت الدولة وربطت قرارها بمحاور خارجية؟
أما دولة الرئيس نواف سلام:
- فهو خصمكم لأنّه يمثل الدولة.
- وهو خصمكم لأنه لا يمثل دكاكين محاصصاتكم وصفقاتكم.
- وهو خصمكم لأنه نقيض ثقافي وأخلاقي لمنهج سلطتكم التي حكمت وفشلت أي فشل!
- وهو خصمكم لأنه ابن المدرسة المؤسساتية، التي ترى في الدولة مرجعاً، لا مزرعةً حزبية.
لم ينسى اللبنانيون من كان في الحكم يوم انهارت هيبة الدولة، ومن أدار الوزارات حين أُطفئت الكهرباء وجفت مياه سدود الأضحوكة، وابتلعت ودائع الناس، وانفجر مرفأ بيروت، وتحولت السياسة الخارجية إلى مهزلة دولية، وغيره وغيره… أمّا أن يأتي “صغار” من صلب هذا العار والفشل ليتهموا الآخرين بـ”العمالة” أو “الهدية لإسرائيل”، فذلك هو السقوط الأخلاقي والتناقض السياسي الذي عرف به فريقكم.
فيا عجباً كيف لمن صنع الانهيار أن يزايد على من يحاول إنقاذ ما تبقّى من هيبة الدولة. وكل التحية لدولة الرئيس نواف سلام، رجل الدولة والمؤسسات العامل بقول الشاعر:
وإني لأعرضُ عن سفيهِ قومِهِ مخافةَ أن أُعدّ لهُ من الجُهّالِ
أحمد الخطيب